إن الفن القصصي هو فن اقتناصي بامتياز؛ حيث يعتمد، بشكل 

أساسي، على حساسية الالتقاط لدى الكاتب، فكل مشهد يومي،

 مهما كان عاديًا من النظرة الأولى، هو موضوع استثنائي 

لقصة. لكن التحدي يكمن في تلك البراعة التي يجب على 

الكاتب أن يمتلكها ليحول هذا المشهد إلى نص خالد، وهو ما 

يفعله إبراهيم جعفر مكرم بإتقان . فما يقوم به هذا الكاتب 

والقاص الشاب، الذي نشرت مجموعته الأولى “ملاحم” ككتاب

 إلكتروني ضمن إصدارات مجلة جيل جديد الإلكترونية، ككتاب 

 ورقي صدر عن دار أوارق للنشر والتوزيع لاحقًا ، لهو من 

الدهشة بمكان، فعوالمه السردية تتخلق من اليومي، ولكنها

 تتجاوزه للكوني في نفس الآن. فكل قصة له تحتشد بالأحداث 

الديناميكية المتصاعدة، والشخصيات ذات الحيوات الضاجة، 

مما يجعل التشويق عنصرًا أساسيًا من عناصر قصصه، كما

 وأنه ينحاز دائمًا لكل ما هو إنساني، فحتى الفنتازيا لديه تتخذ

موضعها كثيمة مجاورة للواقعي، حيث يعملان معًا على تشكيل

 عوالم سردية ذات بنية داخلية متماسكة، وكل ذلك موضوع

 في قالب لغوي سلس ومنتقى بعناية. وها هي المجموعة 

الثانية لإبراهيم مكرم “صائد الوزين” تصدر ككتاب إلكتروني 

من مجلة جيل جديد، وبلا شك لن تكون أقل دهشة من 

مجموعته السابقة، إن لم تكن تتفوق عليها .

 الكاتب : إبراهيم جعفر مكرم

تحميل الكتاب

او